الرئيسية

التراث

صناعات حرفية

صناعات حرفية

التاريخ: 2019-08-01
أزهار الجبل الأخضر

أزهار الجبل الأخضر 

تعد نيابة الجبل الأخضر إحدى النيابات التابعة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ويقع الجبل الأخضر على بعد حوالي 160 كلم من العاصمة مسقط، ويصل ارتفاعه عن سطح البحر الى ( 10,000 ) قدم، وينفرد عن غيره من ربوع عُمان الجميلة ببرودة طقسه شتاء فتنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض أيام الشتاء، واعتداله صيفا حيث تتراوح درجة الحرارة بين 25 - 33 درجة مئوية.


ومع تباشير فصل الربيع تبدأ مدرجات الجبل الأخضر الزراعية ومساحاته المزروعة بالاكتساء بألوان الزهور اليانعة التي تسر الناظرين ويقصدها السائحون، وهواة التصوير لالتقاط أجمل الصور للأزهار المختلفة.

ومن أهم الأزهار والثمار التي يزدان بها الجبل الأخضر حاليا زهرة «الورد الجبلي » وهو نوع من أنواع الورد العماني البلدي الذي يتشابه مع الورد الأصفهاني والشامي والطائفي، وتتوافر بكميات مناسبة في عدد من قرى الجبل الأخضر خاصة في قرى العين والشريجة وسيق والقشع.


إن عدد أشجار الورد يقدر بحولي 5 آلاف شجرة بمساحة إجمالية تقدر ب 7 أفدنة، وقد خصصت لها مصاطب كاملة، ويستخدم أهالي الجبل الورد في صناعة ماء الورد الطبيعي ذي الجودة الفائقة، ويعتبر أحد موارد الرزق لدى المزارعين في النيابة.


بداية تفتح الورد الجبلي يكون في الثلث الأخير من شهر مارس وذروة موسمه في شهر إبريل من كل عام؛ ونظرا لشح المياه، وقلة الأمطار هذا العام فقد تكون بداية الموسم قبل الموعد المعتاد.


من الأزهار التي يزدان بها الجبل كذلك «زهرة الرمان » (الجلنار) ويعد الرمان من أشهر أشجار الجبل الأخضر، وهي الشجرة الأكثر انتشارا في قرى الجبل، فلا تكاد قرية من القرى تخلو من كميات كبيرة من شجرة الرمان، ويكون موسم تزهير الرمان في منتصف شهر إبريل، وتُجنى ثماره في الفترة من 20 أغسطس إلى نهاية شهر أكتوبر.


ويتميز رمان الجبل بجودة عالية كما يشكل المورد الاقتصادي الأول لدى كثير من المزارعين في الجبل الأخضر، وتعد زهرة الرمان «الجلنار » زهرة فائقة الجمال بألوانها الحمراء الدافئة المتدرجة كتدرج ألوان الشمس.


كما يشتهر الجبل الأخضر بوجود زهرة الجوز، وتكثر زراعته في قرى وادي بني حبيب، والمناخر، والسوجرة، والعيينة، وسيق، والشريجة، وتنمو أزهار الجوز في منتصف شهر مارس، وتنضج ثمرتها مع نهاية شهر أغسطس أو بعد ذلك بقليل، وتتميز بشكلها الفريد بحيث تكون متدلية كعناقيد العنب الخضراء.


من الأزهار الأخرى أيضا زهرة اللوز، إذ يعد من الأشجار التي اثبتت نجاحها في الجبل الأخضر من حيث جودة ووفرة الإنتاج، وكانت تزرع بشكل محدود في عدد من قرى الجبل فقط، والآن أخذت في التوسع والانتشار، ويكون موسم تزهير اللوز مع بداية شهر مارس واستواء ثمرته يكون مع نهاية شهر أغسطس، وتشبه زهرة اللوز كلاً من زهرة المشمش والكمثرى، وهي غاية في الجمال والروعة.

ويزدان الجبل الأخضر هذا الموسم بزهرة الخوخ، ويعد من الأشجار العريقة في الجبل، وتتواجد في كل قرى النيابة تقريبا، وقد قلت أعدادها في الآونة الأخيرة؛ بسبب الأمراض الفطرية التي تصيب الشجرة، إلا أنها لا تزال تعطي ثمارها الطيبة، وقد أدخل المزارعون مؤخرا سُ الات جديدة من الخوخ أثبتت نجاحها وجودتها. يزهر الخوخ مبكرا عادة، وربما تعد هي أول الأشجار تزهيرا، إذ يكون تزهيره في شهر فبراير واستواء ثمره في شهر أغسطس، وتشبه زهرة الخوخ في شكلها زهرة المشمش واللوز إلا أنها تتميز عنهما بلونها الوردي اللطيف.

يشتهر الجبل بوجود زهرة المشمش، الذي يوجد منه أصناف عديدة تتميز بمذاق رائع ونكهة خاصة، وقد قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية مؤخرا بتوفير أصناف جديدة من المشمش، وأضافتها إلى المشاتل الزراعية بالجبل، ويتزامن تزهير المشمش مع تزهير اللوز وبعض من أصناف الخوخ، وتكتسي شجرة المشمش الحلة البيضاء خ ال فترة التزهير؛ لتشكل منظرا جماليا فريدا تتمتع به العين.


إن من الأشجار التي أُدخلت حديثا في الجبل الأخضر شجرة الكمثرى بأصنافها المختلفة، وقد أثبتت نجاحها وجودتها، وبدأت تنتشر في معظم قرى الجبل الأخضر ولكن لاتزال بحاجة إلى المزيد من الوقت؛ لتصبح شجرة منافسة اقتصاديا، ويبدأ تزهيرها في الثلث الأخير من مارس، ويكون استواء ثمرها في شهر أغسطس، وزهرة الكمثرى أكبر قليلا من زهرة المشمش، وتكون على شكل عقد كثيفة من الأزهار في كل غصن من أغصانها؛ مما يعكس منظرا فريدا وبديعا.


ويشتهر الجبل الأخضر أيضا بوجود «زهرة البرقوق » وهي من الأشجار التي تمت زراعتها حديثا بأنواعه المختلفة، والتي تزيد على 10 أنواع، وكلها تتميز بمذاق رائع ونكهة مميزة، وتزهير الأنواع المختلفة من البرقوق يكون من منتصف شهر مارس وحتى بدايات شهر إبريل، أما استواء ثمره فيكون من بداية شهر مايو ويمتد حتى شهر أغسطس وفقا لكل نوع، وزهرة البرقوق بيضاء اللون أصغر بقليل عن زهرة المشمش وتكون كثيفة غالبا وقت التزهير .


ومن الأشجار التي أدخلت حديثا في الجبل «شجرة التفاح » وقد أثبتت نجاحها بمختلف أنواعها وأصنافها، ويبدأ موسم تزهير التفاح مع بداية فصل الربيع، وزهور الشجرة تكون بيضاء اللون مع مسحة وردية تزول تدريجيا، ولها 5 بت ات، وقطرها يتراوح بين 2.5 إلى 3.5 سم، وموعد استواء ثمرته تكون في شهري أغسطس وسبتمبر.


كما تكثر في الجبل زراعة «التين الشوكي » إلا أن بعض الأنواع الموجودة سابقا يصعب التعامل معها؛ بسبب كثرة الشوك الموجود بها، مما أدى إلى إدخال أصناف ذات جودة عالية وأقل شوكا، وأخذت في التزايد والانتشار، ويتميز التين الشوكي بإنتاج جيد ومذاق رائع، يكون تزهيره مع بداية فصل الربيع ويكون لونها أصفر وبعضها يميل إلى اللون البرتقالي اللطيف.


وفي السنوات الأخيرة بدأ مزارعو الجبل الأخضر بالاهتمام والإقبال على زراعة أشجار الزيتون، وتبدأ مرحلة نمو وتطور البراعم الزهرية في أشجار الزيتون
من مارس وحتى إبريل من كل عام، إذ تنمو الشماريخ الزهرية من آباط الأوراق الجانبية على أفرع بعمر سنة واحدة ويحتوي الشمراخ الواحد ما بين 15 - 20 زهرة كاملة (الأعضاء الذكرية والأنثوية معا بنفس الزهرة) والتي قد لا يعقد منها سوى 1- 5% وتجهض الأزهار الباقية، علما بأن تلقيح الأزهار في معظم أصناف الزيتون يتم ذاتيا.


يعد الجبل الأخضر بيئة مناسبة لكثير من أشجار الحمضيات كالليمون، والسفرجل، والبرتقال، ويتميز الليمون بدوام إنتاجه طيلة العام، في حين أن البرتقال والسفرجل يكون موعد تزهيرهما مع بداية الربيع وموعد استواء ثمرتهما يكون في شهر أغسطس وتتشابه أزهار الحمضيات من جهة الشكل واللون والحجم.


الجدير بالذكر أن الجبل الأخضر يزخر بالكثير من النباتات البرية كالبوت، والنمت، والجلجلان، والعلعلان، والزعتر، وغيرها ولكل نبتة أو شجر أزهارها المتفردة.